وقـفــات فـي مــدرسة الصـيـام - رمضان بتطوان

اخر الأخبار

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الاثنين، 2 مارس 2015

وقـفــات فـي مــدرسة الصـيـام



الحمد لله الذي منّ علينا بفضله وعميم كرمه ، وجعل لنا مواسم تزيدنا قربةً إليه، ونيلاً من نفحات رحمته، وحطاً لخطايانا فسبحانك ربي ما أكرمك.

وإننا نعيش في ظلال هذا الشهر العظيم الذي أخبر الله في محكم كتابه عنه بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.


والتقوى كلمة جامعة للخير؛ إذ حقيقتها أن يطاع الله فلا يُعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر.

كما أن اجتناب الزور والمحرمات في الصيام مما يجب أن يراعيه الصائم وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«مَن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ».

وفي الصيام يتجلى الإخلاص لله في العمل إذ يمتنع المرء عن الطعام والشراب وما منع منه في الصيام كل ذلك لله عز وجل.

والصيام مدرسة عظيمة في تعليم الصبر، والتعود عليه؛ إذ في صبر الصائم الساعات الطويلة على أشياء قد لا يستطيع أن يصبر عليها كثير من الناس في غيره، وضبط النفس وكبح جماحها عن المحذورات والمحرمات دليل على أن العزيمة لها دور في الكف عن المحرمات و المكروهات، فرمضان فرصة عظيمة للإقلاع عما اعتاد عليه الإنسان مما حرمه الله أو كرهه.

ورمضان شهر عظيم إذ هو شهر القرآن فحري بنا أن نكثر من قراءته، وكان بعض السلف يتفرغ في رمضان للقرآن فقط و يَدَع ما سواه من العلوم، وعلينا أن نتدبره حتى لا ندخل في قوله تعالى: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾.

كما أنه شهر لتربية الأبناء وحثهم على الطاعات وفي البخاري وغيره عن الرُّبَيِّع بنت معوّذ قالت: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار:«من أصبح مفطراً فليُتم بقية يومه ومَن أصبح صائما فليصم»، قالت: فكنَّا نصومه بعد ونصوِّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار.

كما أن رمضان شهر الجد والنشاط، وإذا نظرنا إلى التاريخ الإسلامي وجدنا فيه الكثير من الفتوحات والانتصارات، لأن ذلك الجيل حقق توحيد الله الذي به تقوم الأمة وتحيى إذ قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

فسبيل خلاص المؤمنين من واقعهم من ظلم و نكبات إنما يكون بتوحيد الله عز وجل وباجتناب الشرك كبيره وصغيره، وبالسير وفقاَ لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذ:

«لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أوله».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون